أميركا تدرج سفير النظام  الإيراني في العراق في قائمة العقوبات


بهدف مواجهة “النفوذ الهدام لقوة القدس التابعة لفيلق الحرس الإيراني”

يوم الخميس 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2020 أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية بيانا أعلنت فيه أنها أدرجت السفير الإيراني في العراق أيرج مسجدي في قائمة العقوبات الأمريكية. فقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين: “إن الجمهورية الإسلامية وفي إطار تمريرمشاريعها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في خارج حدودها، تقوم بتنصيب أعضاء في قوة القدس التابعة لفيلق الحرس سفراء في دول المنطقة، مما صار يعرّض أمن العراق وسيادته للخطر”. وأضاف وزير الخزانة الأمريكي قائلا: “إن عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية شملت إيرج مسجدي، الجنرال السابق بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني وسفير إيران في العراق”.

وقال البيان إن مسجدي، وهو مستشار مقرب للقائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، لعب دورا محوريا في سياسة الحرس الثوري الإيراني في العراق. وأضاف أنه “خلال عقود من خدمته، أشرف مسجدي على برنامج تدريب ودعم لميليشيات عراقية، كما وجه أو دعم الجماعات المسؤولة عن الهجمات التي قتلت وجرحت القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق”.

وأردف البيان: “بصفته الحالية، استغل مسجدي منصبه كسفير للنظام الإيراني في العراق للتعتيم على التحويلات المالية التي أجريت لصالح فيلق القدس التابع الحرس الثوري الإيراني”.

وتابع: “ستواصل الولايات المتحدة استخدام الأدوات والسلطات الموجودة تحت تصرفها لاستهداف النظام الإيراني ومسؤولي فيلق القدس، الذين يحاولون التدخل في شؤون الدول ذات السيادة، بما في ذلك أي محاولات للتأثير على الانتخابات الأمريكية“.

من هو إيرج مسجدي؟ إنه وبعد الانخراط مبكرا في الحرس الثوري الايراني وبعد تشكيل مقر رمضان الذي أسس في عام ١٩٨٣ للتدخل في شؤون العراق، أصبح رئيس أركان لهذا المقر.

محسن رضايي القائد العام السابق لقوات الحرس تحدث عن تاريخ تشكيل مقر رمضان وقال: في أعقاب موافقة وترحيب مسؤولي البلاد بمشروع قائد قوات الحرس، قام بسرعة بتشكيل مركز الحروب غير التقليدية تحت إشراف مباشر منه في عام ١٩٨٣ وقد تم إطلاق هذه التشكيلات بالتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك وتم تسميتها «مقر رمضان».

بعد الحرب الإيرانية العراقية أصبح مقر رمضان الفيلق الأول لقوة القدس، وكانت مهمته التدخل في العراق، وكان إيرج مسجدي قائد الفيلق الأول في قوة القدس.

وفي مقابلة مع وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء في حزيران/يونيو الماضي، تحدث مسجدي عن “المهمة التاريخية” للجمهورية الإسلامية المتمثلة بدعم كافة الدول الإسلامية والجماعات المقاتلة التي تحارب “الصهيونية والإمبريالية” لكي يمكن “تسريع” الهدف النهائي بتدمير إسرائيل. كما أشار إلى أن إيران تتبع دبلوماسية أجنبية على ثلاث جبهات متوازية: رسمية، وتنظيمية مسلحة (أو “ثورية”)، وشعبية، كما حدّدها المرشد الأعلى خامنئي. ووفقاً للعميد، هذا يعني أنه على الرغم من ممارسة إيران أعمالاً رسمية مع الحكومات الإقليمية، إلا أنها تحافظ أيضاً على روابط وثيقة مع الجماعات المسلحة والأحزاب من أجل التأثير على الأحداث المحلية والرأي العام.

جميع قادة الميليشيات العراقية، بما في ذلك فيلق بدر (تحول لاحقا الى منظمة بدر بقيادة هادي العامري)  التابع للمجلس الاسلامي الاعلي، تشكلت تحت قيادة مقر رمضان.

كان لإيرج مسجدي يد في التدخل في شؤون العراق، وكل المجموعات العراقية المرتبطة بنظام خامنئي وخاصة المجموعات العسكرية مثل لواء بدر والوحدات الإرهابية حزب الدعوة كانت تحت إمرته وقيادته وتتلقى رواتبها منه.

وفي السنوات الأخيرة، لعب دورًا مباشرًا في تأسيس الحشد الشعبي من المليشيات المرتزقة التابعة للنظام، وهو يلعب حاليًا دورًا مباشرًا في قيادة هذه الجماعات والسيطرة عليها.

ويقول محللون إن السفير الإيراني في العراق وخلافا لسفراء الدول الأخرى ليس مسؤولا عن العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين الإيرانية والعراقية بقدر ما يمثل منسقا بين جماعات الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من فيلق الحرس الإيراني.

المصادر: البي. بي. سي و”اليوم الثامن” 23 تشرين الأول – أكتوبر – 2020 وويكي بيديا.