مجلة “نشنال إينترست”: هل تُعدّ إيران تنظيم القاعدة ليكون وكيلًا جديدًا لها في أفغانستان؟

مجلة نشنال إينترست: في 1 آب (أغسطس) عام 2022 قتلت طائرة أمريكية بدون طيار في كابول أيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة. ويقال إن الظواهري اختبأ في المناطق القبلية بين أفغانستان وباكستان بعد عملية نفذت في عام 2002. لكن هذه الرواية تتجاهل حقيقة أن الظواهري أمضى فترة طويلة في إيران، حيث لا يزال يعيش وريثه سيف العدل. فمن خلال إيواء الظواهري والعدل، يريد النظام الإسلامي في طهران زيادة نفوذه بين الوحدات المتفرقة التابعة للجماعة الإرهابية التي لا تزال تتبع رؤية أسامة بن لادن القائمة على محاربة الغرب.

ويعود تاريخ علاقة إيران بالقاعدة إلى وصول بن لادن إلى السودان عام 1991، حيث أقام رجل الأعمال السعودي والإرهابي معسكرات لإيواء وتدريب الجهاديين العرب الذين عادوا من الحرب بين أفغانستان والاتحاد السوفيتي. وكان بن لادن سلفيًا سنيًا، لكن أحمد وحيدي، قائد فيلق القدس آنذاك، وهو فرع للحرس الثوري الإسلامي يخص العمليات الخارجية، كان يرغب في أن يرى بن لادن إلى جانبه في الحرب ضد السعودية والغرب. وساعد الحرس الثوري الإيراني في تنظيم معسكرات تدريب في السودان، حيث كان وجود قويّ للجهاديين المصريين المنتمين إلى حركة الجهاد الإسلامي المصرية بقيادة الظواهري. كما شارك حزب الله اللبناني في تدريب مجموعة بن لادن في معسكر مخصص في سهل البقاع اللبناني. وحصل وحيدي على مكافأته عندما شارك مقاتلو القاعدة في عام 1993 في معركة مقديشو ضد قوات حفظ السلام التي تقودها الولايات المتحدة التي وبعد تكبّدها خسائر في صفوف قواتها، تراجعت إدارة كلينتون وأنهت المشاركة الأمريكية النشطة في إفريقيا.

وبعد طرد القاعدة من السودان تحت الضغط الأمريكي، أنشأ بن لادن والظواهري، الذي كان الرجل الثاني في قيادة الجماعة، مراكز تدريب في أفغانستان. ونظمت القاعدة، بدعم من حركة طالبان الحاكمة، عدة هجمات على البنية التحتية الأمنية للولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، في أغسطس 1998، نفذت القاعدة هجمات بشاحنات مفخخة على سفارات الولايات المتحدة في نيروبي العاصمة الكينية وفي دار السلام بتنزانيا، مما أسفر عن مقتل 224 شخصًا، بينهم 12 أمريكيًا، وإصابة آلاف الآخرين بجروح. وفي كانون الأول (ديسمبر) 1999، خططت القاعدة لتفجير فنادق وأماكن الأخرى يرتادها السائحون الأمريكيون. وفي الوقت نفسه، قامت القاعدة بتهريب متفجرات إلى الولايات المتحدة لمهاجمة مطار لوس أنجلوس الدولي. كما وفي تشرين الأول (أكتوبر) عام 2000 هاجمت القاعدة في اليمن مدمرة يو إس إس كول وقتلت سبعة عشر بحّارًا أمريكيا وكادت أن تغرق السفينة. فبعد كل هذه النجاحات تشجّع بن لادن والظواهري على تخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر.

فردّاً على هذه التطورات، أطلقت الولايات المتحدة في أكتوبر 2001 عملية أسمتها بـ “الحرية الدائمة”، حيث قضت بها على “الدولة الصغيرة” للقاعدة في أفغانستان. ومن بين الفارّين، دخلت مجموعة كبيرة من قادة التنظيم وعائلاتهم إيران بدعوة من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس. وضمت هذه المجموعة حمزة نجل بن لادن وعائلته، وأبو محمد المصري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة والذي قتلته القوات الخاصة الإسرائيلية في طهران في آب / أغسطس 2020، وسيف العدل الجهادي المصري الذي انضم إلى الظواهري في أفغانستان، وعبد الرحمن المغربي رئيس عملياته الإعلامية اتخذوا من إيران مقرًا وبيتًا لهم. وعلى الظاهر وبالإيحاء بأنهم قيد الإقامة الإجبارية تم إطلاق الحرية لهم ليشاركوا في مؤامرات جديدة ضد الولايات المتحدة…

 

المصدر والنص الكامل: نشنال إينترست