إجماع دولي وشيك على إزالة نظام الحكم القائم في إيران

احتمال يجب أن يؤخذ على محمل الجدّ!

بقلم: بيجن أشتري

يتصرف نظام الحكم القائم في إيران بطريقة تؤكد أن ردود الفعل الدولية لا تحظى إطلاقًا بأية أهمية بالنسبة له. إن عمليات الإعدام التي تنفذ بلاهوادة في الأيام الأخيرة تأتي دليلًا على هذا الادعاء. كما إن الأمم المتحدة وبتبنيها آليات غير مسبوقة تعمل على أن تضع الجمهورية الإسلامية في مأزق لسبب انتهاكها حقوق الإنسان؛ ولكن هناك تصوّرًا لدى سلطات النظام الإيراني بأن معارضة الغربيين لهذا النظام لا تتضمّن أي خطر لكيانه.

هذا التصور، تصوّر خاطئ تمامًا. فمن الجدير بالذكر ان النظامين الديكتاتوريين في كل من العراق وليبيا لم يسقطا الا بعد تدخل اليد الأجنبية. ففي ما يتعلق بنظام صدّام كانت الذريعة هي “أسلحة الدمار الشامل العراقية”، وفي ما يتعلق بالقذافي كانت الذريعة “انتهاك حقوق الإنسان”.

فعلى الأقل كان لدى صدام ما من الحكمة واللباقة يدفعه إلى إيلاء الأهمية للرأي العامّ الغربي حيث تمكّن صدّام من جرّ مئات الملايين من المتظاهرين الغربيين إلى شوارع العواصم الغربية في مظاهرات صاخبة اعتبرت أكبر تجمّعات جماهيرية ضد الحرب.

لقد حاولت الحكومات الغربية جاهدة ومن أجل غزو العراق مواءمة الرأي العام لجعله متوافقًا معها، ولولا تلك المظاهرات الضخمة المناهضة للحرب، لقاموا بغزو العراق قبل ذلك بكثير.

ولكن نظام الحكم القائم في إيران يفتقر حتى لتلك الحكمة واللباقة لدفع كل من إسرائيل والغرب إلى تأجيل تنفيذ الخطة التي أعدّاها ولكي يجد مخرجًا له.

لقد خلق غباء الحكومة الإيرانية، خاصة خلال الأشهر الستّة الماضية  جميع الظروف للتدخل العسكري الأجنبي. فقد حرّضت طائرات الجمهورية الإسلامية بدون الطيّار فوق أراضي أوكرانيا الرأي العام الأوروبي ضدّ إيران وكذلك جعلت الحكومات الغربية تفكّر في إيجاد “حل نهائي” بخصوص إيران.

كما إن عدم حل الملفّ النووي الإيراني سبب آخر في ذلك، فقد تمكنت إسرائيل من تدمير خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في المرحلة الأولى، وهي الآن على وشك الدخول في المرحلة الثانية والأخيرة من تدمير المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية. كما وقد أعلنت الإدارة الأمريكية بوضوح أنها وعلى الرغم من كون الاتفاق النووي قد خرج من أجندته، لن تسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي.

وبالإضافة إلى ذلك، أصبح التسامح حيال الجمهورية الإسلامية صعباً بشكل متزايد على دول المنطقة، حيث أصبحت إيران عقبة أمام تحول الشرق الأوسط إلى منطقة تقدّم وتطوّر. ويأتي هذا في وقت أن الجمهورية الإسلامية فقدت فعلًا أكبر داعم لها وهو الصين، وليس لديها بالفعل أي داعم كبير لدعمها في صراعات الدهر (أما روسيا فهي أضعف وأكثر افتقارًا للموثوقية من أن تكون مصدر تأثير في ذلك).

الآن هناك احتمال واحد فقط، وهو إجماع عالمي وشيك على إزالة نظام الحكم القائم في إيران المسمّى بالجمهورية الإسلامية.