السفينة الحربية الجديدة للحرس الإيراني؛ ليست إلا سفينة تجارية معدّلة 

كتبه: الكابتن محمد فارسي (ضابط رفيع في بحرية الجيش الإيراني السابق)

19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020

حسب وكالة أنباء للنظام الإيراني أعلن قائد القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني “علي رضا تنكسيري” أن سفينة “الشهيد رودكي” الحربية توجهت إلى مياه المحيط الهندي. نظرا إلى الصورة المنشورة في هذه الوكالة للسفينة الحربية المذكورة لا تشبه السفينة إلا بسفينة تجارية عليها عدة صناديق وسيارات تشاهد على ظهرها والشيء الوحيد الذي لا تشبه به هذه السفينة هو “سفينة حربية”. إذًا فإن تصريحات “تنكسيري” لا تفيد حتى للدعاية ولا تنم إلا عن لعبة مثيرة للسخرية.

يذكر أنه وحسب تقاسم الأمن في المياه الوطنية الإيرانية في الخليج الفارسي وبحرعمان قد أوكلت مهمة أمن الخليج إلى القوة البحرية التابعة لقوات الحرس الأمر الذي أكده مرارا كل من تنكسيري قائد القوات البحرية للحرس وسلامي قائد قوات الحرس. وفي هذا الإطار تم تجهيز قوات الحرس بقوارب سريعة السير تقوم بها حينا بعد حين بعرقلة سير قوات التحالف وزعزعة الأمن لمرور ناقلات النفط والسفن التجارية في مضيق هرمز مما حدث لآخر مرة في العام الماضي باقتراب عدد من هذه القوارب من سفينة حربية أمريكية. فإثر ذلك الحدث أمر الرئيس الأمريكي بإطلاق النار على هذه القوارب إذا اقتربت مرة أخرى من السفن الحربية الأمريكية؛ فبعد ذلك لم يشاهد أي اعتراض من قبل قوارب الحرس السريعة للسفن الأمريكية.

أما مهمة حماية الأمن في المياه الوطنية خارج الخليج الفارسي فكلفت بها القوة البحرية المهنية للجيش الإيراني والتي هي وبتشكيلة من سفن الطوربيد والإسناد قادرة على تنفيذ مهام الحماية والحراسة للحدود المائية الإيرانية في البحر والمحيط. ومن ضمن ذلك يمكن الإشارة إلى سفينة “خارك” اللوجستية التي هي قادرة على تزويد السفن الحربية بأنواع الوقود وهي في مهام في طرق محيطية نائية. كما وبوسع سفينة “خارك” أن تحمل ما تحتاج إليه السفن الحربية من صواريخ وتنقلها إلى السفن الحربية القائمة بتنفيذ مهام في البحر والمحيط. وإذ تكون سفينة “خارك” مزودة بمدافع ورشاشات مضادة للطيران فليس من وسعها إطلاقا أن ترسل إلى مهمة ما بمفردها وإنما يتم أرسالها دوما متسايرة مع السفن الحربية التابعة للقوة البحرية لغرض الإسناد. ونظرا إلى هذه الإيضاحات القصيرة يتبين تماما أنه وخلافا لما قاله القائد البحري الحرسي “تنكسيري” فإن سفينة “الشهيد رودكي” لا يمكن حتى أن تكون سفينة إسناد، لأنها تفتقر إلى أجهزة التبادل في البحر، إذن فإن ما قاله “تنكسيري” لا يمكن إلا أن يكون مزاحا وأقوال هراء ولا يمكن أن ينطلي على الضباط والمراتب في القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني. فإن عمليات القوة البحرية التابعة لحرس النظام الإيراني لا تشبه بعمليات عسكرية بقدر ما تشبه بعمليات قرصنة بحرية!.

من المرجح أن يكون الحرس وبإنفاق أموال طائلة للغاية قد تمكن من إدخال تعديلات في سفينة تجارية ليظهرها بمظهر سفينة حربية. وبإمكان هذه السفينة أن تتردد وتسير في المياه الدولية ولكن لا يمكن وصفها بأنها سفينة حربية. ويقول القائد البحري الحرسي “تنكسيري” إن هذه المجموعة من السفن الحربية والتي تحلت باسم الفريق الشهيد قاسم سليماني ستبدأ بتنفيذ مهمتها في شمال المحيط الهندي ثم ستقوم بأعمال استطلاعية على سطح المحيط وتحته وفي الجو على نطاق رقعة مهمتها وبقوة واقتدار. وتابع “تنكسيري” يقول: إن هذه السفينة ليست تهديدا للدول المجاورة لإيران وإنما ستقوم من خلال مهامها بمنع تهريب المخدرات ومنع أعمال القرصنة البحرية أيضا ومهمتها الكبرى هي مواجهة تهديدات الأعداء القادمين من خارج المنطقة.

وأوردت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية أنه وفي مراسيم إلحاق سفينة “الشهيد رودكي” الحربية المحيطية بأسطول القوة البحرية للحرس والتي أقيمت صباح يوم الخميس 19 تشرين الثاني (نوفمبر) حضر كل من القائد الحرسي حسين سلامي ومجموعة من المسؤولين العسكريين والمدنيين في الدولة. ويلاحظ هنا أنه حتى الأدميرال “خانزادي” قائد القوة البحرية للجيش الإيراني غائب عن هذه المراسيم المسرحية.

ويقول “تنكسيري”: “إن هذه السفينة الحربية المحيطية والمسماة بسفينة الشهيد رودكي هي سفينة عائمة ثقيلة متعددة الأغراض وبعيدة المدى يمكن لها حمل أنواع الطائرات والطائرات المسيرة بدون الطيار ومنصات إطلاق الصواريخ ومضادات الطيران والرادارات وإدخالها في حيز العمليات”. كما وقيل: “إن هذه السفينة الحربية وبزنة 12 ألف طن وبطول 150 مترا وعرض 22 مترا مزودة برادار ذي ثلاثة أبعاد وصواريخ سطح – سطح وسطح – جو ومنصات اتصالات ومنصات صواريخ موحدة ومتطورة للغاية وقادرة على حمل طائرات مروحية وطائرات مسيرة وعوائم عملياتية كلها من الإنتاج الداخلي والمصممة والمنتجة على أيدي شبان متخصصين مؤمنين ثوار حتى تم إدخالها في حيز العمليات”.

إن دعاية القوة البحرية التابعة للحرس تفتقر إلى أية قيمة تقنية وتكتيكية ولا تثير إلا السخرية لدى ضباط ومراتب القوة البحرية التابعة للجيش الوطني الإيراني.