انفصالات في النظام الإيراني أو زلزال التساقط في الحكومة

کتبه: یزدان شهدایی عضو هيئة الأمناء أمين الشؤون الإدارية والتنظيمية في مجلس إدارة المرحلة الانتقالية الإيراني 

استقالة الدكتور رضا ملك زادة نائب وزير الصحة في شؤون الأبحاث والتقنية في الحكومة الإيرانية ليست تساقطا في المسؤولين الحكوميين في النظام الإيراني فحسب وإنما بادرة زلزال بات يعصف على الإدارة السياسية في نظام الحكم القائم في إيران أيضا.

وكتب الدكتور رضا ملك زادة في رسالة استقالته أن الإدارة الخاطئة لوزير الصحة هي واحد من أسباب ارتفاع عدد الوفيات في صفوف المواطنين جراء تفشي فايروس كرونا، منتقدا بشدة التصريحات غير العلمية والناجمة عن التعجل والتي أدلى بها وزير الصحة.

وانتقد الدكتور ملك زاده ادعاءات لا أساس لها من الصحفة أطلقها كل من وزير الصحة ومنظمة الغذاء والدواء بأن الأدوية النباتية من العقاقير والأعشاب لها تأثير في التخلص من فايروس كرونا، معتبرا إياها خالية من أي أساس علمي وبحثي أو دراسات سريرية كافية بهذا الخصوص.

يذكر ان وزير الصحة الكذاب كان قد ادعى إنتاج لقاح كرونا في إيران بكميات ضخمة! فيما أن إنتاج لقاح هذا الفايروس القاتل لا يزال في بداية مراحله البحثية  في العالم.

إن نص استقالة الدكتور ملك زاده يثبت بوضوح أن نظام الحكم القائم في إيران ومنذ بداية تفشي جائحة كرونا أدخل هذه الجائحة مرحلة خطرة وبلاعودة نتيجة التدخلات الأمنية في شؤون الصحة للمواطنين الإيرانيين بحيث باتت منظومة الصحة في البلاد تفقد الآن سيطرتها على الجائحة.

إن العديد من المسؤولين في قطاع الصحة والعلاج في إيران والذين كلفوا بالحفاظ على حياة المواطنين، سوف يلتحقون في وقت قريب بركب مقدمي الاستقالة من مناصبهم تهربا وتملصا من أعباء المسؤولية عن هذه الأوضاع المأساوية الكارثية الناتجة عن السياسات غير الحكيمة التي ينتهجها نظام الحكم في إيران.

ففي ذلك الوقت وعندما يتنحى قادة الصفوف المتقدمة للدفاع عن أرواح المواطنين عن مناصبهم، فأية قوة متخصصة يريد نظام الحكم أن ينهي بها هذه الحرب الخطرة التي شنها هذا الفايروس القاتل على الإنسانية جمعاء؟.

إن منظومة الصحة الإيرانية قد صمدت واقفة على أقدامها حتى الآن بفضل التضحيات التي قدمها الكادر الطبي الإيراني وليست الإدارة غير الكفوءة للمسؤولين في النظام الذين لم يقفوا قط بجانب الشعب الإيراني في الظروف العصيبة.

إن الفايروس الحقيقي الخطير الذي اجتاح وطننا إيران وقد عرّض الكيان الاجتماعي لبلدنا للخطر هو النظام الذي يسمي نفسه بالجمهورية الإسلامية والذي لابد من القضاء عليه حتى تعود السلامة والصحة إلى مجتمعنا الإيراني.