نظام الحكم الذي يقتل الصحفي وصل إلى نهايته

إعدام روح الله زم يدل على كون النظام الإيراني جادا وغير قابل للإصلاح في ما يتعلق بمواجهة المواطنين المحتجين.

 

بقلم: السيدة شيرين عبادي محامية وحقوقية إيرانية الفائزة بجائزة نوبل الدولية للسلام

نظام الحكم القائم في إيران يحقن السم في جسد الشعب الإيراني. فإن الإعدام ومثل السم قد تم سكبه قطرة بعد قطرة على حياتنا فأصابنا بالشلل.

لو لم نكن أمواتا متحركين لقمنا بعمل ما تجاه كل هذا الظلم! نظام الحكم نفذ عملية خطف في وضح النهار حيث خدع روح الله زم حتي استدرجه من بلد آخر فخطفه ونقله إلى إيران. عقد له محاكمة غير عادلة وأصدر عليه الحكم بالإعدام وأخيرا نفذ الحكم بحقه وأعدمه.

وفي كل من هذه المراحل ماذا فعل العالم إلا الوقوف مكتوف الأيدي متفرجا؟ وماذا فعلنا نحن؟ ماذا فعلنا تجاه كل هذا العنف والانتهاك السافر لحقوق فرد من الإنسان إلا نشر هاشتاقات “لا تعدموا”؟!.

إعدام روح الله زم يدل على كون النظام الإيراني جادا وغير قابل للإصلاح في ما يتعلق بمواجهة المواطنين المحتجين.

ماذا كانت التهمة الموجهة إلى روح الله زم؟ هل كانت أخبار موقعه غير صحيحة؟ إذا كان المقياس هو صحة الخبر أو عدم صحته، ففي هذه الحالة يجب على نظام الحكم أن يقوم بإعدام نصف عدد محرّري الخبر في إذاعة وتلفزيون النظام الذين يبثون كل يوم أخبارا غير صحيحة! والأهم من ذلك ماذا يجب فعله بأولئك المسؤولين الذين يخدعون المواطنين كل يوم بإطلاق تصريحات كاذبة وإعلان أرقام غير صحيحة؟!.

هل كان زم هو الذي حرّض المواطنين على الاحتجاج وأعمال الشغب؟ إذن كان يجب عليهم أن يبحثوا المحرض الرئيسي للمواطنين على الاحتجاج؛ لأن روح الله زم لم يكن هو الواقف وراء ما أصيب به المواطنون من فقر وبؤس فتدفقوا إثر ذلك إلى الشوارع لسبب تفشي الجوع.

لقد تم إعدام روح الله زم لأن نظام الحكم القائم في إيران يريد بذلك أن يظهر أنه أكثر إجراما وهمجية وخطورة مما يظنه الجميع، ليعلم المواطنون الذين يتفاقم حدة فقرهم يوما بعد يوم أن مصير زم ينتظرهم إذا قاموا بالاحتجاج وليعلم الصحفيون آن عليهم آن يقوموا بمزيد من الرقابة. هذا هو الطريق الذي سلكه قبل ذلك كل من القذافي وصدام حسين وآخرون. والتاريخ سجل وعرض نتائج حكم هكذا أنظمة ديكتاتورية.

إن إعدام المعارضين السياسيين لنظام الحكم طيلة السنوات الـ 43 الماضية قد أثقل ملف جرائم النظام الإيراني بقدر ما يكفي. إلا أن إعدام مدوّن وناشط إعلامي وصحفي خاصة عندما كان هو يعيش في بلد آخر، يفتح صفحة جديدة في سجل جرائم هذا النظام الهمجي القاتل. لأن ذلك يدل على أن نظام الحكم القائم في إيران لا مفرّ أمامه من المشاكل التي بات يغرق فيها إلا اللجوء إلى القمع والإعدام. فلذلك وعندما يرى الطريق المسدود أمامه فيفعل بالمواطنين ما يفعله بهم مثل مجنون سكران.