مماطلة حكومة بايدن وتجاسرات النظام الإيراني

السياسة المجهولة وعدم الشفافية في مواقف وبرامج الإدارة الأمريكية قد دفعا النظام الإيراني إلى أن يستمر في اعتبار نفسه على موقف الضغط للحد الأقصى على أميركا وأن يواصل أعماله الاستفزازية

 

كتبه: حميد آقايي عضو مجلس المدراء في مجلس إدارة المرحلة الانتقالية الإيراني

أعلن حسن روحاني يوم الثلاثاء الماضي (16 شباط – فبراير) أن الجمهورية الإسلامية ستخرج من البروتوكول الإضافي الملحق بالاتفاق النووي وأن هذا الإجراء لن يتسبب في خلق أية مشكلة. وقال في إشارة منه إلى قرار البرلمان الذي ألزم حكومته بتنفيذه: “أن نخرج من البروتوكول الإضافي اعتبارا من 23 شباط (فبراير) وسوف تتم المراقبة على أساس قرار التفتيش والمراقبة”. وأضاف يقول: “كما لن تطرأ على ذلك أية مشكلة، فليس فقط أننا لن نطرد مراقبي الوكالة الدولية بل إن المدير العام للوكالة هو الآخر قال إنه يريد أن يزور طهران.. أما بنود قرار التفتيش والمراقبة فسوف يتم تنفيذها وسيقوم مفتشو الوكالة بالمراقبة”.

إن تعبير حسن روحاني عن ثقته بأنه “لا تطرأ أية مشكلة” تقوم في الحقيقة على أساس تحليل يؤمن به النظام يؤكد أن إدارة بايدن لم تتخذ بعد استراتيجية محددة حيال المشروع النووي للنظام الإيراني وهو خلافا لإدارة ترامب التي كانت تتابع الضغط بالحد الأقصى على النظام بصراحة وشفافية، ينوي أن يُبقي طريق الدبلوماسية مفتوحا. ويقول أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في حديث أدلى به يوم الثلاثاء 16 شباط (فبراير) الجاري لإذاعة “إن بي آر”: “إن طريق الدبلوماسية مع إيران مفتوح في الوقت الحاضر” مؤكدا أن الخطوة الأولي هي عودة إيران إلى التنفيذ التام للاتفاق النووي.

ويأتي هذا في وقت ليس فيه النظام الإيراني قد أظهر مرات عديدة وعلى أرض الواقع أنه ليس ملتزما بالاتفاق النووي فحسب وإنما خرج تماما عن هذا الاتفاق وذلك بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة وإنتاج اليورانيوم المعدني وإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي من السلالة الرابعة والسادسة إضافة إلى تصعيد إجراءاته الاستفزازية على أيدي قوى ناشطة في المنطقة نيابة عنه.

إن الهجوم الصاروخي على أربيل مساء الاثنين 15 شباط (فبراير) الجاري مما أدى إلى إصابة جندي أمريكي بجروح وتصعيد الحوثيين في اليمن هجماتهم بالطائرات المسيرة على المملكة العربية السعودية يأتيان من أحدث الأمثلة على تحركات النظام الإيراني الاستفزازية في إطار ما أسماه الضغط بالحد الأقصى على أميركا.

من الواضح أنه لو نُفذت هكذا عمليات في عهد ترامب لشهدنا رد فعل آخر من قبل الإدارة الأمريكية حسبما كان ترامب قد هدد بأنه إذا راح مواطن أمريكي مرة أخرى ضحية هجمات القوى المدعومة من إيران فهو سيقوم بالانتقام.

من  المعروف أن مماطلة إدارة بايدن في تحديد سياساتها حيال نظام الحكم القائم في إيران وتأكيد وزير الخارجية الأمريكي أن طريق الدبلوماسية مفتوح قد دفعا النظام الإيراني الذي لا يفهم إلا لغة القوة والضغط بالحد الأقصى نحو اللجوء إلى هكذا أعمال وقحة ومتجاسرة قد دفعت حتى حليفتيه الصين وروسيا إلى رفع صوتهما بالاعتراض على هذا النظام.