إيران معرض للمشاريع الصينية غير المنجزة

دراسة: مجلس إدارة المرحلة الانتقالية الإيراني

15 نيسان (أبريل) 2021

 

تُظهر الوثيقة الإيرانية-الصينية، التي يبلغ عمرها 25 عامًا، جهل الحكومة الإيرانية بعدم كفاءة الشركات الصينية، قبل أن تكون درسًا للحكومة الإيرانية من أداء الشركات الصينية.

تم التخلي عن سبعة مشاريع كبرى على الأقل في إيران خلال السنوات العشرين الماضية لتبقى غير منجزة.

1-  في حقل أزاديغان النفطي المشترك مع العراق. عندما غادر اليابانيون إيران على الرغم من عقدهم، بدأ الصينيون أنشطتهم في عام 2010. ولكن بعد أربع سنوات، فمن أصل 185 بئراً كان من المقرر أن يتم إنشاؤها، تم حفر سبعة آبار فقط. فبالتالي، ألغت إيران الصفقة وعاد الصينيون بخفي حنين. لكن الصينيين أعطوا العراق خريطة حقل أزاديغان. والآن يبلغ إنتاج النفط الإيراني من هناك نحو 25 ألف برميل فقط فيما يبلغ إنتاج العراق في القطاع العراقي (منطقة مجنون) نحو 280 ألف برميل!.

2-  في مشروع آخر، تعهد الصينيون بتحدیث مصفاة عبادان بموجب عقد باهظ بقيمة 2.4 مليار دولار. لكن مع بدء العقوبات انسحبوا من هذا المشروع.

3- حالة أخرى هي بناء سد “طالقان” الضخم نسبيًا، والذي كان على الصينيين بناؤه مع المقاولين الإيرانيين. لكن من الناحية العملية، قاموا بتنحية المقاولين الإيرانيين وحتى جلبوا سائقيهم وطاقمهم من الصين؛ إلى أنه وفي عام 2011 أعرب مجلس الأمن الإقليمي في محافظة “ألبورز” عن قلقه من تواجد الشركة الصينية وكتبت وكالة “مهر” للأنباء: “الشركة الصينية التي تكمل مشروع الإعمار بسعر رخيص في إيران، تبيع خطة المشروع بسعر أعلى بكثير لأعداء إيران بمن فيهم إسرائيل”.

4 – حالة أخرى هي خط سكة الحديد بين مدينتي بوجنورد  وجرجان، الذي عرضه الصينيون مقابل حوالي 9 مليارات يورو، أي ما يعادل قيمة نفق قناة مانش الإنجليزية (أكبر مشروع بناء في القرن العشرين). بالطبع لم تقبل الحكومة الإيرانية هذا السعر المرتفع.

5 – كان القطار فائق السرعة على الطريق البالغ طوله 400 كيلومتر من طهران إلى قم وأصفهان، كأول خط فائق السرعة في إيران، مشروعًا آخر للصينيين. لكنه توقف بلا إنجاز. كما غادروا مشروع القطار فائق السرعة بين طهران ومشهد لأسباب غير معروفة.

6 – كان إنشاء أكبر مصنع للورق من مخلفات قصب السكر في الجنوب مشروعًا آخر فشل وبالتالي صار سجل أعمال الصينيين سلبيًا.

7 – لم يصل مشروع درفلة الصلب رقم 2  في “مباركة” أيضًا إلى نهاية مناسبة.

والسؤال الأساسي الآن هو، لماذا في مثل هذا الوضع وعلى الرغم من الأداء الضعيف الدالّ للصينيين في الاقتصاد الإيراني، يفترض إبرام عقد مهم بين إيران والصين بهذا الحجم من الاستثمار؟ الجواب واضح: الحكومة الإسلامية المفلسة تسعى لتمديد حياتها بعرض إيران للمزاد العلني.

بينما أكتب هذا المقال يأتي الوفد الروسي إلى إيران لإبرام ما يسمى باتفاقية بحر قزوين التي تحرم إيران من حقوقها في بحر قزوين.

يقترب نظام الحكم القائم في إيران من نهاية حياته بعد 42 عامًا وهو بات كغريق يريد إغراق إيران بأكملها من أجل إنقاذ نفسه! ما تبقى هو دور مواطني إيران وجهدهم الوطني وإرادتهم القومية لإنقاذ هذه الحضارة العريقة.

إن حملة “لا للجمهورية الإسلامية” التي يشنها الإيرانيون اليوم في داخل البلاد وخارجها تدل على إرادتنا وعزمنا كإيرانيين لوضع حد لنظام حكم سارق ومتستر بغطاء الدين. فإن الحرية والحياة الإنسانية لا تمكنان إلا من خلال الانتقال من هذا النظام الفاسد الإجرامي إلى نظام ديمقراطي.